وعن مجاهد قال :
التسبيح : انكفاف الله من كل سوء .
وعن ميمون بن مهران قال :
" سبحان الله " : تعظيم الله اسم
يعظم الله به .
وعن الحسن قال :
" سبحان الله " : اسم ممنوع لم يستطع
أحد من الخلق أن ينتحله .
وعن أبي عبيدة معمر بن المثنى :
" سبحان الله " : تنزيه الله وتبرئته
.
وقال الطبراني : حدثنا الفضل بن
الحباب قال : سمعت ابن عائشة يقول :
العرب إذا أنكرت الشيء وأعظمته قالت :
" سبحان "
فكأنه تنزيه الله عز وجل عن كل سوء
لا ينبغي أن يوصف بغير صفته ، ونصبته على معنى تسبيحا لله .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" والأمر بتسبيحه يقتضي أيضا تنزيهه
عن كل عيب وسوء ، وإثبات صفات الكمال له ، فإن التسبيح يقتضي التنزيه ،
والتعظيم
والتعظيم يستلزم إثبات المحامد التي
يحمد عليها ، فيقتضي ذلك تنزيهه ، وتحميده ، وتكبيره ، وتوحيده " انتهى.
"مجموع الفتاوى" (16/125)
ثانيا :
أما معنى ( وبحمده ) فهي - باختصار –
تعني الجمع بين التسبيح والحمد ، إما على وجه الحال ، أو على وجه العطف ،
والتقدير :
أسبح الله تعالى حال كوني حامدا له ،
أو أسبح الله تعالى وأحمده .
يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" قوله : ( وبحمده )
قيل : الواو للحال ، والتقدير : أسبح
الله متلبسا بحمدي له [أي : محافظا ومستمسكا] من أجل توفيقه.
وقيل : عاطفة ، والتقدير : أسبح الله
وأتلبس بحمده ...
ويحتمل أن تكون الباء متعلقة بمحذوف
متقدم ، والتقدير : وأثني عليه بحمده ، فيكون سبحان الله جملة مستقلة ،
وبحمده جملة أخرى .
وقال الخطابي في حديث : ( سبحانك
اللهم ربنا وبحمدك ) أي : بقوتك التي هي نعمة توجب علي حمدك ، سبحتك ، لا
بحولي وبقوتي
كأنه يريد أن ذلك مما أقيم فيه السبب
مقام المسبب
"فتح الباري" (13/541) ، وانظر "
النهاية في غريب الحديث " لابن الأثير (1/457)