نيام
-
السلام عليكم ‘‘
عندما [ نتدثر بـ ألحفة الدفْ ...
منا من يتقلب بهمومه
منا من يفكر بمشاريعه
منا من يندب حظه
منا من يبلل وسادته
منا من يجافيه النوم ويغزوه الأرق ..
منا من يسترجع يومه
منا من يهيم على وجهه ويغط في سبآت عمييييييييق وهو في منتصف الطريق إليه
ومنا من يذكرالله !
~
نحن في النوم ندخل في عالم الموت الأصغر ..
ولانعلم ماهية هذا الموت وإن إكتشف بعضاً العلماء ... كيف تهدأ الحواس وترتخي الأجفان ..
فهم في حقيقة الأمر يجهلون هذا السكون العجيب في الجسد ...
فالنوم يحمل الكثير من الأسرار الخلقية التي حار فيها العلماء ...
ولاعجب إن كان النوم آية كما قال عزوجل:
"ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون "
نحن نلج هذا العالم بعدما تهدأ كل خلية في الجسد ..
في الوقت ذاته تعلو أنفاسنا وتهبط .. في إشارة إلى أن هناك مضغة
لم تنم حتى الآن ولم تهدأ .. فهي لازالت تنبض منذ نفخ الروح ..
ولازالت الرئتين تعمل بلا كلل ...!!!!
سبحانك ربي ما الطفك ...!
ومضة هنا ..
صورة لخلية عصبية في الدماغ، ويقول العلماء إن خلايا الدماغ تنشط أثناء النوم،
وتبقى في حالة سهر بينما الإنسان نائم، في داخل كل خلية من هذه الخلايا هناك
جهاز كمبيوتر معقد وبرامج تقوم بمعالجة المعلومات والأحداث التي مر بها الإنسان
خلال اليوم، وتقوم الخلايا بتنسيق العمل بصورة مبهرة تجعل العلماء في حيرة من
أمرهم لا يجدون تفسيراً لظاهرة النوم، في آية ومعجزة.
عندما يغلبنا النوم .. ننام في اماكننا بلا استعداد مسبق.. أليس كذلك !
هنا
يشبه الموت الأكبر .. يخطف الأرواح .. دون استئذان او إنذار ..
ضعفاء جدا نحن البشر ..!!!
وأضعف بكثير من " شوكة تعلق في أقدامنا " وتنتصر
مبقية وجوهنا بين تقطيب وصراخ !!
ننآآآآآم على غفلة وربما معصية .." صغرت ام كبرت ..
وعين الله تنظرنا بنظرة الرحمة والرفق ..
وتمهلنا طوييلاً .. فـ تيبس البيوت وتخلو الأسرّة من ذكر الرحمن ...
ويموت الاستغفار في ألسنة التائهين ..
كان أخي يقص لنا حديث عذب سمعه من شيخ وقور واعجبه كثيرا ..
يقول الشيخ :
ينام أحدنا .. وأثناء نومه
يفيق بصرخة تهز الأركان
من ربك ؟
فـ إذا هو بالقبر ...!
فاجعل آخر كلامك قبل النوم ذكر الله و دعاء النوم ..
المعوذات ..آية الكرسي .. الدعاء ..
"باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه إن امسكت نفسي فارحمها
وإن ارسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين"
دقيقة ربما وتذهب للعالم الآخر .. !
نحن في رحلة الموت الأصغر .. علينا ان نعقد هدنه مصالحه مع خصومنا ( القلب والعقل )
لينفث الرضا نسائمه في صدرونا .. نحن مسالمون أيها الخصوم .. ولانرفع للحرب راية !
نحن نعشق الأرض الطيبة والريح الطيبة والطعم الطيب والوجه الطيب .. فلـ تكن صدورنا
قفصاً للطيبة ولـ نعلم بأن نقطة سوداء صغيرة في أحد زواياه قد تشعل فتيل حرب سانحة ..!
ولنتذكر بأن قبساً من الضياء يعلوا جبين النيآم الطيبون !
لنا في النوم عبرة .. فـ لك ان تفكر بنوع من التعذيب يمارس في السجون الاجنبية ..
وهو ان يُضرب اي سجين يُغمض عينه ...!
عقِب مدة يصاب هؤلاء بالهستيريا والجنون .. !
لك ان تتخيل معي ماذا لو حرمك ربي النوم وهو الهدية الهادئة ..
التي ينسلّ فيها التعب والجهد ويزيدنا قوة ونشاطاً في أبداننا وأذهاننا ..
لسنا في مجال بحث " ماهية النوم !
لكننا نمارسه كل يوم .. ونصحوا من جديد ...
وقد لانصحوا فيصبح ‘‘ النوم الكبير !
لنتعهد من الآن ..
ونحوّل نومنا إلى رحلة نقية .. اغتسل فيها القلب .. تطهّر وتغذى ..!
فهو كـ الرضيع يصرخ بوخزةِ الجوع .. وإن قلوبنا لـ جوعى وهي نائمة !