في
الوقت الذي تبحث فيه فرق دوري زين السعودي للمحترفين عن ختام جيد
لمنافساتها بالدوري يمسح ماء وجهها بقناعات وحجج مختلفة تهدئ بها من روع
جماهيرها الغاضبة من سوء النتائج .. يغرد الهلال منفرداً ويعلن عن خوضه
لمرحلة جديدة من التحدي عنوانها ،فلنحاول أن رقماً قياسياً .. ويتحقق ذلك
إذا ما تخطى الهلال المباراتين المتبقيتين له في المسابقة بالفوز أو
التعادل, ليصبح الفريق الوحيد الذي توج بكأس البطولة دون هزيمة .
" الزعيم " السعودي .. أو الموج الأزرق كما يحلو لجماهير الهلال أن تلقب
فريقها الكروي, جعل من يوم أمس الجمعة 29 أبريل , موعداً ليدون سطراً
جديداً في سجله الذهبي , بإعلانه بطلاً لدوري زين للموسم الثاني على
التوالي (لقبه ال52 في المسابقة), إثر فوزه على الرائد بهدفين لهدف ضمن
منافسات الأسبوع ال24 للمسابقة ليرفع بهم رصيده إلى النقطة 58 حققها من
فوزه في 17 مباراة وتعادله في 7 دون خسارة, و بفارق 11 نقطة بينه وبين
أقرب منافسيه " العميد " الاتحاد قبل مرحلتين من نهاية الدور .
الأرقام تؤكد للجميع أن احتفاظ الهلال بكأس الدوري للموسم الثاني على
التوالي, وال52 في تاريخه, لم يأت مصادفة, بل عبر إستراتيجية أسس لها رئيس
النادي الأمير عبدالرحمن بن مساعد , وأشرف على تنفيذها مدير إدارة الكرة
سامي الجابر , وأنفق على تفعيلها أكثر من 200 مليون ريال , لذلك أصبح
الهلال هو الرقم الثابت الوحيد منذ الموسم الماضي, وجميع فريق الدوري
يضربون أخماساً في أسداس.
وصافة مرتعشة
الترتيب الرقمي لفرق الدوري تقر بوصافة فريق الاتحاد الذي يحتل المرتبة
الثانية في سلم الترتيب, إلا أن لغة الأرقام تجعل من هذه الوصافة "
مرتعشة" فالفارق النقطي بينه وبين المتصدر 11 نقطة كاملة وقابلة للزيادة
حالة مضي الزعيم على طريق الانتصارات, وتراجع العميد الاتحادي أداءً
ونتيجة في الربع الأخير والأهم للمسابقة .
وصافة فريق الاتحاد لم تكن يوماَ مقنعة حتى لجماهيره العريضة, فهو حتى
الأن ( الأسبوع 24 ) لم يحقق الفوز سوى في 12 مباراة وتعادل في 11 وخسر
مباراة , ما يعني أن الفريق فقد 25 نقطة وجمع 47 نقطة فقط من 24 مباراة
خاضها حتى الأن , ما يعني أن نمور الاتحاد لم تكن لديهم الأنياب الحادة
هذا الموسم الذي كان حافلاً بالمهاترات الإدارية والفنية , رحل على
خلفيتها مدير الكرة والمشرف على الفريق حمد الصنيع ومحمد الباز, ومن
قبلهما المدير الفني البرتغالي مانويل جوزيه.
طفرة اتفاقية
لم تكن جماهير" فارس الدهناء" فريق الاتفاق مبالغة عندما طالبت فريقها
ببلوغ المربع الذهبي لدوري زين هذا الموسم, ولم تكن ثقة إدارة النادي في
غير محلها, فالفريق الذي يقوده المهاجم المخضرم صالح بشير لبى النداء وقدم
واحداً من أفضل مواسمه الكروية وفرض نفسه على حساب الكبار وتربع على
الكرسي البرونزي "مركز الثالث في الترتيب" حتى الأن برصيد 42 نقطة جمعها
من تحقيقه ل 13 فوزاً و3 تعادلات وخسر 8 مباريات , وهذا الانجاز أهل
الفريق للمشاركة في كأس الملك (النخبة الثمانية).
نعم .. فارس الدهناء أحدث هذا الموسم طفرة إذا ما قارنا نتائجه بالموسم
الماضي الذي أنهى منافسته وهو في المركز ال9 ( عدد الفرق 12 ) برصيد 22
نقطة جمعها من 5 فوز و7 تعادلات و 10 هزائم .
الليث يستسلم
مبكراً .. رفع فريق " الليث" الشباب راية الاستسلام مبكراً, وترك المنافسة
على الصدارة وفضل الاحتفاظ بترتيبه الذي أنهى بهم المسابقة الموسم الماضي
( المركز الرابع ) .
فريق الشباب حقق حتى الأن 12 فوزاً وتعادل في 6 وخسر مثلهم وجمع 42 نقطة,
وتبقى له مباراتين , الأمر الذي حرمه من المشاركة في دوري الأبطال
الأسيوي, واكتفى بالتأهل لكأس الملك رغم تربع مهاجمه ناصر الشمراني على
رأس قائمة هدافي المسابقة برصيد 25 هدفاً حتى الأسبوع 24 .
إدارة وجماهير الشباب يلقون مسئولية فقدان الفريق لقدرة المنافسة الحقيقية
هذا الموسم , على الإصابات التي تعرض لها عدد من نجوم الفريق في مقدمتهم
صانع الألعاب البرازيلي كماتشو , والأخوين عبده وأحمد عطيف الذين أجروا
عمليات لحام الرباط الصليبي للركبة.
صدمة صفراء
على طريق الإصلاح كانت تمضي إدارة النصر , حتى التحمت مع جماهير "
العالمي" فريقها حتى تضخمت فكرة عودته لمنصات التتويج هذا الموسم, إلا أن
المحصلة النهائية جاءت صادمة لكل محبي الأصفر بصورة غير مسبوقة, فالفريق
الذي أعاد بناءه رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي "كحيلان" , من خلال دعمه
بعدد من اللاعبين المحليين والأجانب المحترفين , كان أنهى مشاركته في دوري
الموسم الماضي في المركز الثالث, تراجع مركزين " الخامس" حتى الأسبوع 24
للموسم الجاري, برصيد 40 نقطة جمعها من 10 فوز ومثلهم تعادل و4 هزائم.
فرسا الرهان
استحق فريق الفيصلي لقب الحصان الأسود للدوري, بعد أن خالف التوقعات وثبت
أقدامه في دوري المحترفين الصاعد له حديثاً من الدرجة الأولى هذا الموسم .
فريق الفيصلي أنهى جولته ال23 في الدوري وهو في المركز السادس برصيد 35
نقطة جمعها من فوزه في 10 مباريات وتعادله في 5 وخسارته في 8 جولات ,
وبذلك يكون أبناء محافظة المجمعة حققوا حتى الأن مركزاَ جيداً في المنطقة
الدافئة بجدول الترتيب, وهو ما لم تنجزه بعض من أندية في نفس المسابقة تصل
مصروفاتها السنوية على فريقها الكروي لأكثر من 50 مليون ريال , ما يمثل
خمسة أضعاف ميزانية الفيصلي تقريباً .
وعلى نفس الطريق يمضي فريق التعاون الضيف الثاني على دوري الأضواء مع
الفيصلي .. فبرغم الصراع الكبير الذي تشهده المسابقة بين فرقها ال 14,
استطاع التعاون الاحتفاظ بالمركز السابع برصيد 31 نقطة حققها من الفوز في
8 مباريات وتعادله في 7 وخسارته ل8 جولات .
الراقي يتألم
للموسم الثاني على التوالي يفشل فريق الأهلي في الخروج من منطقة
الوسط في ترتيب فرق الدوري , ليعود من جديد منافساً حقيقياً ويتبوأ مركزاً
يتناسب ولقبه الجماهيري " قلعة البطولات" .
الفريق الأهلاوي باتت أنيابه ناعمة لا تردع منافسيه, والدليل الرقمي أنه
خسر في 11 مباراة من مجموع 23 خاضها في الدوري الحالي, وتعادل في 4 وفاز
في 8 مباريات فقط فاستحق أن يكون في المركز الثامن في سلم الترتيب برصيد
28 نقطة , وهو نفس الرصيد النقطي الذي اختتم به مسابقة الموسم الماضي في
المركز السادس, ولعل القاسم المشترك بين الموسمين هو الدفاع الأهلاوي
المفتوح أمام مهاجمي الفرق المنافسة , ففي الموسم الماضي دخل مرمى الأهلي
29 هدفاً وسجل 28 , وفي الموسم الجاري ولج مرماه 37 هدفاً حتى الأن وأحرز
هجومه 39 هدف.
جماهير الأهلي "الراقي" أعلنت عن نفاد صبرها , وحملت إدارة النادي مسؤولية
فقدان الفريق للروح القتالية في الملعب, وبرأت رئيس أعضاء شرف النادي
الأمير خالد العبدالله من التدهور الذي يشهده الفريق الكروي, بل أعلنت
تضامنها مع سياسته الجديدة التي أعلنها مؤخراً وعنوانها " الأموال لمن
يستحق " , والتي تعني تقنين العطاء المالي بما يتناسب مع ما يقدمه اللاعب
وانعكاسه على نتائج الفريق.
رباعي مترنح
تعتبر فرق الفتح والرائد والقادسية ونجران, هي الفرق لم تفلح في إحداث أي
تطور نوعي ينعكس على موقعها في جدول ترتيب الفرق منذ الموسم الماضي,
فالفتح الذي أنهى الدوري الموسم الماضي في المركز الثامن برصيد 24 نقطة
جمعها من الفوز في 6 مباريات وتعادل في مثلهم وخسر 10 ودخل مرماه 38 هدفاً
ولم يحرز سوى 26 هدف .. هو نفس الفتح الموسم الجاري الذي يحتل فيه المركز
التاسع حتى الأن (له 3 مباريات متبقية), برصيد 28 نقطة جمعها من فوز في 7
مباريات وتعادله في مثلهم وخسارته في 9 ودخل مرماه 30 هدفاً وأحرز 22 فقط .
فريق الرائد الذي يحتل المركز العاشر حتى الأن برصيد 27 نقطة , لم يختلف
كثيراً عن الموسم الماضي الذي أنهاه في المركز 11 برصيد 16 نقطة فقط ونجى
من الهبوط للأولى عندما استفاد من قرار لجنة الاحتراف برفع عدد فرق الدوري
إلى 14 فريقاً.
ولم يختلف أيضاً فريق القادسية الذي اختتم الموسم الماضي في المركز العاشر
برصيد 20 نقطة, فهو الأن وحتى الجولة 23 في المركز ال12 برصيد 22 نقطة
ويصارع من أجل عدم الهبوط للأولى من جديد.
وبنفس الحيثية تصرخ جماهير الجنوب لنجدة نجران ممثلها الوحيد في دوري
المحترفين , فللموسم الثاني على التوالي يظل بقاء الفريق بين الكبار
معلقاً للدقائق الأخيرة للدوري, حتى أنه نجى من الهبوط الموسم الماضي
بقرار لجنة الإحتراف .
وعكة الفرسان
فرسان مكة أو فريق الوحدة, قدم هذا الموسم عدد من المتناقضات الكروية, ففي
الوقت الذي وصل فيه إلى نهائي كأس ولي العهد وخسره أمام الهلال, يتعرض
بقاء الفريق في دوري المحترفين إلى تهديد قوي, وفي الوقت الذي اختتم فيه
الموسم الماضي وهو في المركز الخامس بالدوري برصيد 28 نقكة وأحرز خلال 22
مباراة 34 هدفاَ ولم يدخل مرماه سوى 27 هدف .. نجده هذا الموسم في المركز
ال12 برصيد 22 نقطة ولم يحرز سوى 41 هدف ودخل مرماه مثلهم (الفارق صفر).
هبوط مبكر
نعم .. كما توج الهلال رسمياً ببطولة الدوري قبل جولتين على انتهائه, هبط
أيضا فريق الحزم رسمياً إلى دوري الأولى, ليسدل الستار على مشواره مع
الكبار الذي شهد نجاحاً كبيراً الموسم الماضي الذي حقق فيه المركز السابع
برصيد 24 نقطة , فيما جاءت نتائجه الموسم الحالي لتعصف بأحلام جماهير
محافظة الرس, حيث قبع مبكراً في المركز الأخير (14) برصيد 6 نقاط فقط لم
يفز خلال 23 جولة سوى في واحدة وتعادل في 3 مباريات وخسر 19 جولة , ولم
يحرز الفريق سوى 12 هدفاً في الوقت الذي استقبلت شباكه 62 هدفا.