تنطلق اليوم أولى مهرجات كرة القدم نهاية الموسم الحالي بكلاسيكو مثير في الدوري الإسباني لكرة القدم سيجمع بين ريال مدريد و برشلونة على ملعب سانتياجو بيرنابيو ضمن الجولة الثانية و الثلاثين. المعسكران عازمان على حصد النقاط الثلاث للابتعاد أكثر في الصدارة بالنسبة لبرشلونة أو لتقليص الفارق مع المتصدر بالنسبة لريال مدريد.
و مع تباين الأهداف و المساعي، تبدو رغبة الانتقام من هزيمة الذهاب بخماسية نظيفة في الكامب نو هاجس الكثير من عشاق ريال مدريد الذين يرون في جوزيه مورينيو الأمل في إسقاط برشلونة كما فعل مع إنتر ميلان في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي.
و في قراءتنا التحليلية ما قبل المباراة، سيتضح لنا أن أمور كثيرة ستختلف في كلاسيكو السبت المقبل و أن كل المؤشرات تدل على تقارب مستوى الفريقين و صعوبة انتهاء المباراة بنتيجة كبيرة إلا باستخفاف أحد الفريقين بخصمه أو خروج الأجواء عن السيطرة.
من المعتاد أن نشاهد بيب جوارديولا يلعب بنفس التشكيلة أو بالأحرى بنفس النهج طوال الموسم و قليلاً جداً ما نراه يقوم بالتغييرات التكتيكية و غيرها، لكن في كلاسيكو اليوم يمكن توقع أي شيء. ففي المقام الأول، سيكون برشلونة أمام محك كبير في خط الدفاع بسبب غياب كارلس بويول و إيريك أبيدال لذلك سيلعب بيب جوارديولا بجيرارد بيكيه و سيرجيو بوسكيتس في قلب الدفاع لكن الأخير أظهر مستوى ضعيف جداً في المباراة الماضية أمام شاختار دونيتسك و كاد يتسبب في كارثة لبرشلونة لولا تغطية بيكيه عليه بالإضافة إلى لاعب الوسط الأرجنتتيني خافيير ماسكيرانو.
بوسكيتس يبدو أنه لا يمر بأفضل مراحله كما أن مركزه المفضل هو اللعب في الارتكاز الذي سيعاني منه برشلونة أيضاً في الكلاسيكو أمام ريال مدريد بسبب إيقاف خافيير ماسكيرانو إثر تلقيه البطاقة الصفراء الخامسة له هذا الموسم أمام ألميريا في الجولة الماضية.
برشلونة قد يلعب في هذا المركز بالدولي المالي سيدو كيتا لكن الأكيد أن هذا الأخير لن يقوم بتأدية الأدوار كما يجب كما يفعل مثلاً بوسكيتس و ماسكيرانو و يبدو أن الكفة قد ترجح لريال مدريد في خط الوسط اليوم لهذه الأسباب.
أما في خط الهجوم، فبرشلونة سيكون مكتمل الصفوف و ربما قد نشاهد الهولندي إبراهيم أفلاي يلعب منذ البداية بدلاً من النجم الكناري بيدرو رودريجيز نظراً للأوقات الجميلة التي يمر منها نجم إيندهوفن السابق و الذي قدّم واحدةً من أفضل مبارياته مع برشلونة أمام شاختار دونيتسك الثلاثاء الماضي.
خطة البلاوجرانا لن تتغير و ستظل كما هي بنهج 4-3-3 مع منح كل الحرية للنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في التنقل على أرضية الملعب و تسليم مهام صناعة اللعب و ضبط إيقاع المباراة للقائد تشافي هيرنانديز.
من جانبه ريال مدريد يبدو أحسن حالاً من برشلونة في بعض الجوانب الهامة إذ لا يغيب أحد عن تشكيلته الأساسية حيث يحظى جوزيه مورينيو بخيارات عديدة للعب بخطة جديدة يفاجئ بها ضيفه الكتلوني الثقيل و منها تلك التي استعان بها أمام أتلتيك بلباو في الجولة الماضية بإشراك البرتغالي كليبر بيبي كلاعب ارتكاز "حر" واللعب بألبيول و كارفاليو في قلب الدفاع و راموس و مارسيلو على الأطراف.
تشابي ألونسو و سامي خضيرة سيظلان في مركزيهما مع الاستغناء عن الفنان مسعود أوزيل الذي قد يجلس على مقاعد البدلاء يوم غد السبت مع مشاركة الثلاثي كرستيانو رونالدو، أنخيل دي ماريا و كريم بنزيمة في خط الهجوم.
خيارات أخرى متاحة أمام مورينيو الذي يفكر كثيراً في إيجاد أكبر عدد من الحلول التكتيكية لتجريبها في كلاسيكو البيرنابيو استعداداً للمباريات المقبلة الأكثر حسماً في نهائي كأس الملك و نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.
لهذه الأسباب برشلونة سيعاني
ستكون المواجهات الأربع التي ستجمع برشلونة وريال مدريد في غضون ثمانية عشر يوما بمثابة حلم لكل من يهوى كرة القدم، ومن المتوقع أن تستقطب اهتمام مئات الملايين من المشاهدين في كافة أنحاء المعمورة.
ويزيد من أهمية المواجهات أن ستكون حاسمة لتحديد مصير الموسم الحالي بالنسبة للفريقين، فالمواجهة الأولى ليوم السبت المقبل ستحسم بشكل كبير لقب الدوري المحلي بالنسبة لبرشلونة في حال فوزه، بيد أن المهمة لن تكون بسهولة لقاء الذهاب الذي سحق فيه البلوغرانا غريمه بخمسة أهداف نظيفه في ملعب كامب نو لأربعة أسباب:
الأول: المباراة ستقام في ملعب سانتياغو برنابيو وستشكل الأمل الأخير لريال مدريد لاستمراره في المنافسة على اللقب علما أنه يتخلف عن برشلونة بفارق ثمان نقاط.
الثاني: دفاع ريال مدريد يمر بأفضل فتراته حيث لم تتلق شباك الفريق سوى 3 أهداف في المباريات العشر الأخيرة بعكس دفاع برشلونة الذين يعاني من غياب اثنين من أعمدته الأساسية هما كارلس بويول والفرنسي إريك أبيدال.
الثالث: تلقى ريال مدريد دفعة معنوية إيجابية بعودة الفرنسي كريم بنزيمة والأرجنتيني غونزالو هيغوين من الإصابة مؤخرا فضلا عن استعادة البرتغالي كريستيانو رونالدو مستواه المعهود أيام كان مع مانشستر يونايتد الإنكليزي، بالإضافة إلى أن رونالدو لديه نقطة ليثبتها أمام برشلونة ونجمه الأفضل في العالم الأرجنتيني ليونيل ميسي.
الرابع: يتعلق بالمدرب البرتغالي خوسيه مورينو الذي بدون شك يريد أن يثأر لهزيمة الذهاب المذلة ويمحيها من تاريخه، وهو بالتأكيد عمل على تفادي الأخطاء التي وقعت في تلك المباراة وسيستفيد حتما من الانسجام الكبير بين لاعبي الارتكاز كزابي ألونزو والألماني سامي خضيرة بشكل أساسي لتعطيل منظومة برشلونة وتحديدا كزافي هرنانديز وأندريس إنييستا.
من جهته يبدو برشلونة مرتاحا على الصعيد المحلي بحكم فارق النقاط الثمان إلا أن بيب غوارديولا سيسعى لحسم المواجهة لضمان إحراز اللقب مبكرا والتفرغ للمواجهتين المرتقبتين في دوري الأبطال، وقد يكون سجل غوارديولا المتضمن خمسة انتصارات في خمسة لقاءات جمعته في مواجهة ريال مدريد عامل ضغط إضافي على لاعبيه إذا ما أراد المحافظة على خلوه من الهزائم.
ويأخذ غوارديولا في الحسبان حساباته الشخصية المتمثلة برحيله المرتقب عن النادي بنهاية الموسم وبالتالي يرغب المدرب الشاب بأن يختم موسمه بأبهى حلة عبر تكرار الثلاثية التاريخية عام 2009 وهو ما قد يشكل عامل ضغط سلبي على لاعبيه.