حـال طـوارئ نووية في اليابان بعــد كارثـة الزلــزال والتسونامي إنه الزلزال الأقوى تعرفه اليابان، منذ بدء تسجيل الزلازل قبل 140 سنة،
وحتى في تاريخ البلاد المعروف والمسجل على 1200 سنة، وهو السابع من حيث
قوته في العالم على الإطلاق. زلزال قوته 8,9 درجات على مقياس ريشتر أطلق
أمواج مدَّ عاتية "تسونامي" بلغ ارتفاعها عشرة أمتار. جدران من المياه
غزت اليابسة. من حقول الأرز إلى المدن والطرق السريعة. لم يبق شيء في
مكانه، قذفت المياه بالسفن والسيارات والمنازل والقطارات وأجزاء من
الجسور، وتسببت بأكثر من 80 حريقاً أتت على ما لم تغرقه المياه، وخصوصاً
في منشأت نفطية وبيتروكيميائية. والحصيلة ألف قتيل ومفقود وأضرار اقتصادية
قد تصل إلى عشرات الملايين من الدولارات ودمار في مناطق واسعة.
وبعد
ساعات وصلت أمواج التسونامي، وهي قادرة على التحرك بسرعة 800 كيلومتر في
الساعة، إلى شواطئ هاواي والسواحل الأميركية الغربية حيث امتدت عمليات
الإجلاء من كاليفورنيا إلى واشنطن. وكانت منطقة المحيط الهادئ بأسرها في
حال تأهب، وإن تكن أي أضرار لم تقع. (راجع العرب والعالم)
أما اليابان،
فإنها لا تزال تحت وقع الهزات الارتدادية في شمالها الشرقي المنكوب، وقد
سجلت إحداها 7, 1 درجات على مقياس ريشتر. وواصلت السلطات تحذير السكان من
عودة أمواج التسونامي، وأطلقت حملات لنقلهم من المناطق الساحلية.
وسجلت
أكبر الأضرار في سينداي حيث عثر على 300 جثة. كذلك تحدثت وكالة "كيودو"
اليابانية عن حرائق كبيرة في مدينة كسينوما المجاورة التي تغمر المياه
ثلثها ويقطنها 74 ألف شخص. وقد أجلي نحو 70 ألف شخص من مقاطعة مياجي.
وبعد
أكثر من 12 ساعة من حصول الزلزال، ضرب آخر بقوة 6,7 درجات ولاية نيغاتا في
شمال غرب البلاد، في الجهة المقابلة للساحل المطل على المحيط الهادئ. وكما
في الزلزال الأول، شعر به أبناء طوكيو وعدد كبير من سكان وسط البلاد.
ودعا
رئيس الوزراء ناوتو كان في جلسة طارئة لمجلس الوزراء إلى "إنقاذ البلد"
بعد الزلزال "الفائق القوة" الذي "أحدث دماراً هائلاً في منطقة شاسعة".
وطالب سياسيون يايانيون باعتماد موازنة طارئة لتمويل جهودالإغاثة.
وتحدث
وزير التجارة الياباني بانري كايدا عن إجلاء السكان المقيمين في محيط
ثلاثة كيلومترات من مفاعل فوكوشيما النووي بعد ارتفاع الضغط فيه. وبعد
ساعات طلب ناوتو كان إجلاء كل المقيمين في محيط قطره عشرة كيلومترات.
وأعلن "حال طوارئ نووية" بعدما سجل مستوى الإشعاع ارتفاعاً بمعدل ألف ضعف
من المعدل الطبيعي.
وأفادت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون
ان القوات الجوية الاميركية أرسلت مواد تبريد إلى مفاعل ياباني، ولم يعرف
ما إذا كانت تقصد فوكوشيما. غير أن مسؤولاً أميركياً نفى ذلك في وقت لاحق.
وأعلنت
الناطقة باسم مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية في جنيف
اليزابيث بيرز ان "اليابان طلبت فرق بحث وانقاذ دولية، لكن قلة (من الفرق)
فقط". وهي كانت أشارت في وقت سابق إلى أن المنظمة الدولية يمكن ان تقدم
نحو 68 فريق بحث وانقاذ من 45 دولة.
ويذكر أن أعنف زلزال شهدته اليابان
سابقاً كان بقوة 8,3 درجات على مقياس ريشتر، وقد ضرب كانتو وقتل 143 ألف
شخص. وزلزال آخر بقوة 7،2 درجات أوقع 6400 شخص في كوبي عام 1995. والزلزال
الأعنف على مستوى العالم حصل في تشيلي في 22 أيار 1960 وكانت قوته 9,5
درجات.