هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 لماذا تقسوا القلوب ؟

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
algeriano cstrike
عضو جديد

عضو جديد
algeriano cstrike


مهنتي : لماذا تقسوا القلوب ؟ Studen10
عدد المساهمات : 44
نقاط : 9632

لماذا تقسوا القلوب ؟ Empty
مُساهمةموضوع: لماذا تقسوا القلوب ؟   لماذا تقسوا القلوب ؟ Empty4/19/2011, 2:02 pm

الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده ، و بعد :
القلب
يمرض كما يمرض البدن وشفاؤه التوبة ، ويصدأ كما تصدأ المرآة و جلاؤه
الذِكر ، و يعرى كما يعرى الجسم و زينته التقوى ، و يجوع كما يجوع البدن و
طعامه و شرابه المعرفة و المحبة و التوكل و الإنابة .

و
أمراض القلب كثيرة و هي تختلف حسب نوع المؤثرات التي تحيط بالقلب ، و كلما
قويت المؤثرات على القلب كلما قوي المرض و اشتد حتى يغلف و يُطمس و يقفل و
يطبع عليه و يزيغ عن الحق ، و عندها تكون حالة موت القلب التي هي أسوأ
الحالات ؛ لأنها تنقل صاحبها من الإيمان إلى الكفر ، و تجعله في مرتبة
البهائم و العياذ بالله .

و
من أشد هذه الأمراض التي تصيب القلوب مرض قسوة القلب ، وهو مرض خطير تنشأ
عنه أمراض ، و تظهر له أعراض ، ولا يسلم من ذلك إلا من سلمه الله و أخذ
بالأسباب ، و تظهر خطورة هذا المرض من خلال هذه الآيات ، يقول تعالى: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً } (البقرة : 74) ، و يقول سبحانه: { وَلَكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } الأنعام :43 و يقول: { فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ } ( الزمر : 22 ) ، ويقول: { فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ } ( الحديد 16 ) و أبعد القلوب من الله القلب القاسي .

فتعال معي – أخي في الله – لنقف على مظاهر هذا المرض و أسبابه و طرق علاجه .

مظاهر قسوة القلب:
لقسوة القلب أعراض و مظاهر تدل عليها ، وهي تتفاوت من حيث خطورتها و أثرها على صاحبها ، و من أهم هذه المظاهر :

1- التكاسل عن الطاعات و أعمال الخير و خاصة العبادات:
و ربما يفرط في بعضها ،
فالصلاة يؤديها مجرد حركات لا خشوع فيها ، بل يضيق بها كأنه في سجن يريد
قضائها بسرعة ، كما أنه يتثاقل عن أداء السنن و النوافل ، و يرى الفرائض و
الواجبات التي فرضها الله عليه كأنها أثقال ينوء بها ظهره فيسرع و لسان
حاله يقول : أرتاح منها ، و قد وصف الله المنافقين فقال : { وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ} ( التوبة : 54) وقال : { وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى } ) النساء : 14) .

2- عدم التأثر بآيات القرآن الكريم و المواعظ :
فهو يسمع آيات الوعد و
الوعيد فلا يتأثر ولا يخشع قلبه ولا يخبت ، كما أنه يغفل عن قراءة القرآن
، و عن سماعه و يجد ثقلاً و انصرافاً عنه ، مع أن الله تعالى يقول : { فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ } ( ق : 45) ومدح الله المؤمنين بقوله : {
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ
قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا
وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }
(الأنفال : 2).
[/size]
[/b]
3- عدم تأثره بشيء مما حوله من الحوادث كالموت و الآيات الكونية :
و العجائب التي تمر عليه
بين حين و آخر ، فهو لا يتأثر بالموت ولا بالأموات ، و يرى الأموات و يمشي
في المقابر و كأن شيئاً لم يكن ، و كفى بالموت واعظاً ، قال تعالى: {
أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ
مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ }
(التوبة:126).

4- يزداد ولعه بملذات الدنيا و يؤثرها على الآخرة :
فتصبح الدنيا همه و شغله
الشاغل ، و تكون مصالحه الدنيوية ميزاناً في حبه و بغضه و علاقاته مع
الناس ؛ فيكون في الحسد و الأنانية و البخل و الشح .

5- يضعف فيه تعظيم الله جل جلاله :
و تنطفئ الغيرة ، و تقل جذوة الإيمان ، ولا يغضب
إذا انتهكت محارم الله ، فيرى المنكرات ولا تحرك فيه ساكناً ، و يسمع
الموبقات و كأن شيئاً لم يكن ، لا يعرف معروفاً ، ولا ينكر منكراً ، ولا
يبال بالمعاصي و الذنوب .

6- الوحشة التي يجدها صاحب القلب القاسي :
و ضيق الصدر و الشعور بالقلق و الضيق بالناس ، ولا يكاد يهنأ بعيش أو يطمأن ؛ فيظل قلقاً متوتراً من كل شيء .

7- أن المعاصي تزرع أمثالها :
و يولد بعضها بعضاً حتى يصعب عليه مفارقتها ، و تصبح من عاداته .

أسباب قسوة القلب:
لقسوة القلب أسباب كثيرة و متعددة و بعضها أكثر خطورة من الآخر ، و تزداد

القسوة كلما تعددت الأسباب ، و لعل أهم هذه الأسباب ما يلي :
1- تعلق القلب بالدنيا و الركون إليها و نسيان الآخرة :
و هذا من أعظم الأسباب التي
تقسي القلوب ، فإن حب الدنيا إذا طغى على قلب الآخر تعلق القلب بها ، و
ضعف إيمانه شيئاً فشيئاً حتى تصبح العبادة ثقيلة مملة ، و يجد لذته و
سلواه في الدنيا و حطامها حتى ينسى الآخرة أو يكاد ، و يغفل عن هادم
اللذات ، و يبدأ عنده طول الأمل ، و ما اجتمعت هذه البلايا في شخص إلا
أهلكته .

والدنيا
شعب ٌ ما مال القلب إلى واحد منها إلا استهواه لما بعده ، ثم إلى ما بعده
حتى يبتعد عن الله عز و جل ، و عندها تسقط مكانته عند الله ، ولا يبالي
الله في أي وادي من أودية الدنيا هلك و العياذ بالله .

إن
هذا العبد نسي ربه و أقبل على الدنيا مجلاً لها و مكرما ، فعظم ما لا
يستحق التعظيم ، و استهان بما يستحق التعظيم و الإجلال و التكريم ، فلذلك
كانت عاقبته من أسوأ العواقب.

يقول
أحد السلف : (( ما من عبد إلا و له عينان في وجه يبصر بهام أمر الدنيا ، و
عينان في قلبه يبصر بهما أمر الآخرة ،فإذا أردا الله بعبد خيراً فتح
العينين اللتين في قلبه ، فأبصر بهما ما وعد الله بالغيب ، و إذا أردا به
غير ذلك تركه على ما فيه ، ثم قرأ: { أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } ( محمد:24) .

2- الغفلة :
وهي داءٌ وبيل ٌ ، و مرض
خطير إذا استحوذ على القلوب ، و تمكن من النفوس ، و استأثر على الجوراح و
الأبدان أدى إلى انغلاق كل أبواب الهداية ، و حصول الطبع و الختم على
القلوب: { أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} ( النحل : 108) .

يقول
ابن القيم –رحمه الله- واصفاً حال أكثر الخلق : (( ومن تأمل حال هذا الخلق
وجدهم كلهم إلا قليل ممن غفلت قلوبهم عن ذكر الله تعالى ، و اتبعوا
أهواءهم ، و صارت أمورهم و مصالحهم فرطاً ، إي فرطوا فيما ينفعهم و يعود
بصالحهم ، و اشتغلوا بما لا ينفعهم بل يعود بضررهم عاجلاً و آجلاً )) اهـ
.

وأخبر
الله تعالى عن أصحاب الغفلة أنهم أصحاب قلوب قاسية لا ترق ولا تلين ، ولا
تنفع بشيء من الموعظة ، فهي كالحجارة أو أشد قسوة ، ولهم أعين يشاهدون بها
ظواهر الأشياء ، ولكنهم لا يبصرون بها حقائق الأمور ، ولا يميزون بها بين
المنافع و المضار ، ولهم آذان يسمعون بها الباطل كالكذب و الغناء و الفحش
و الغيبة و النميمة ولا ينتفعون بها في سماع الحق من كاتب الله و سنة نبيه
محمد صلى الله عليه و سلم فأنى لهؤلاء الفوز و النجاة و تلك حالهم ، و أنى
لهم الهدى و الإستقامة و تلك طريقتهم يقول سبحانه : {وَلَقَدْ
ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ
لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا
وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ
هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ }
( الأعراف :179)

3- مصاحبة أصدقاء السوء ، و الجلوس في الأجواء الفاسدة :
و هذا السبب من أكثر الأسباب تأثيراً ، و ذلك لأن
الإنسان سريع التأثر بمن حوله ، فالشخص الذي يعيش في وسط يعجُ بالمعاصي و
المنكرات ، و يجالس أناساً أكثر حديثهم عن اللذات المحرمة و النساء ، و
يكثرون المزاح و الضحك و النكات و سماع الغناء و رؤية المسلسلات ، هذا
الشخص لا بد أن يتأثر بهؤلاء الجلساء و طبعه يسرق من طبعهم ، فيقسو قلبه و
يغلط ، و يعتاد على هذه المنكرات .

4- كثرة الوقوع في المعاصي و المنكرات بحيث تصبح شيئاً مألوفاً :
فإن المعصية ولو كانت صغير
تمهد الطريق لأختها حتى تتابع المعاصي و يهون أمرها ، ولا يدرك صاحبها
خطرها ، و تتسرب واحدة وراء الأخرى إلى قلبه ، حتى لا يبالي بها ، ولا
يقدر على مفارقتها و يطلب ما هو أكثر منها ، فيضعف في قلبه تعظيم الله و
تعظيم حرماته ، كما أنها تضعف سير القلب إلى الله و الدار الآخر و تعوقه
أو توقفه فلا تدعه يخطوا إلى الله خطوة ، فالذنب يحجب الواصل ، و يقطع
السائر ، و ينكس الطالب ، و لهذا يقول النبي صلى الله عليه و سلم: (( إن
العبد إذا أذنب ذنباً نكت في قلبه نكتة سوداء ، فإذا تاب و نزع و استغفر
صُقل قلبه ، و إن زاد زادت حتى تعلوا قلبه ، فذلك الران الذي ذكره الله عز
وجل: { كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ } ( المطففين : 14) [ رواه أحمد والترمذي وحسنه الألباني ]

5- نسيان الموت و سكراته ، و القبر و أهواله :
و عذابه و نعيمه ، و وضع
الموازين ، و نشر الدواوين ، و المرور على الصراط ، و نسيان النار و ما
أعد الله فيها لأصحاب القلوب القاسية .

6- الاشتغال بما يفسد القلب و يقسيه :
و مفسدات القلب خمسة ذكرها ابن القيم وهي كثرة الخلطة ، و ركوب بحر التمني ، و التعلق بغير الله ، و كثرة الطعام ، و كثرة النوم .

علاج قسوة القلب:
و الآن – أخي الحبيب – بعد أن وقفنا على مظاهر هذا
الداء و أسبابه ، و فحصنا المرض ، نقف على سُبل علاجه ، السُبل التي تجعله
رقيقاً منكسراً خاشعاً لخالقه عز و جل ، يُقبل على الله بعد أن كان معرض
عنه ، و يقف عند حدوده بعد أن كان مجترئاً عليها .

إن نعمة رقة القلب من أجلّ النعم و أعظمها ، و ما من قلب يُحرم هذه النعمة إلا كان صاحبه موعوداً بعذاب الله فقد قال سبحانه: { فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ }
(الزمر:22) ، و ما رق قلب لله و انكسر إلا كان صاحبه سابقاً إلى الخيرات ،
شمراً إلى الطاعات ، أحرص ما يكون على طاعة الله و محبته ، و أبعد ما يكون
من معاصيه .

و هاهي – أخي العزيز – بعض الأمور التي تزيل القسوة عن قلبك ، و تجعله رقيقاً منكسراً لخالقه و مولاه :

1- المعرفة بالله تعالى :
فمن عرف ربه حق المعرفة رق
لبه ، و من جهل ربه قسا قلبه ، و ما و جدت قلباً قاسياً إلا وجدت صاحبه
أجهل العباد بالله عز وجل و أبعدهم عن المعرفة به ، و كلما عظم الجهل
بالله كلما كان العبد أكثر جرأة على حدوده و محارمه ، و كلما وجدت الشخص
يديم التفكير في ملكوت الله ، و يتذكر نعم الله عليه التي لا تعد ولا تحصى
، كلما وجدت في قلبه رقة .

2- تذكر الموت وما بعده :
من سؤال القبر و ظلمته و
وحشته و ضيقه ، و أهوال الموت و سكراته ، و مشاهدة أحوال المحتضرين و حضور
الجنائز ، فإن هذا مما يوقظ النفس من نومها ، و يوقفها من رقدها ، و
ينبهها من غفلتها ، فتعود إلى ربها و ترق ، و لهذا كان النبي صلى الله
عليه و سلم يوصي أصحابه بذكر الموت فيقول : (( أكثروا ذكر هادم اللذات الموت ، فإنه لم يذكره أحد في ضيق من العيش إلا وسعه عليه ، ولا ذكره في سعة إلا ضيقها عليه )) (رواه البيهقي وحسنه الألباني ) ويقول سعيد بن جبير رحمه الله : لو فارق ذكر الموت قلبي لخشيت أن يفسد علي قلبي .

3- زيارة القبور و التفكر في حال أهلها :
و كيف صارت أجسادهم تحت
التراب و كيف كانوا يأكلون و يتمتعون و يلبسون مالذ و طاب فأصبحوا تراباً
في قبورهم ، و تركوا ما ملكوا من أموال و بنين ، و يتذكر أنه قريباً سيكون
بينهم ، و أن مآله هو مآلهم ، و مصيره هو مصيرهم ، فزيارة القبور عظة و
عبرة ، و تذكير و تنبيه لأهل الغفلة ، و لهذا قال النبي صلى الله عليه
وسلم: (( كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها ؛ فإنها ترق القلب ، و تدمع العين ، و تذكر الآخرة ، ولا تقولوا هُجراً ))
( رواه الحاكم وصححه الألباني ) ، و من نظر إلى القبور و إلى أحوال أهلها
انكسر قلبه و رق ، و ذهب ما به من القسوة ، و أقبل على ربه إقبال صدق و
إخبات .

4- النظر في آيات القرآن الكريم :
و التفكر في وعده و وعيده و
أمر و نهيه ، فما قرأ عبد القرآن و كان عند قراءته حاضر القلب مفكراً
متأملاً إلا وجدت عينه تدمع ، و قلب يخشع ، و نفسه تتوهج إيماناً من
أعماقها تريد السير إلى ربها ، و ما قرأ عبد القرآن أو استمع إلى آياته
إلا وجدته رقيقاً قد خفق قلبه و اقشعر جلده من خشية الله: {اللَّهُ
نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ
تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ
جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ
يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}
(23) سورة الزمر.

5- تذكر الآخرة و التفكر في القيامة و أهوالها :
و الجنة و ما أعد الله فيها
للطائعين من النعيم المقيم ، و النار و ما أعد الله فيها للعاصين من
العذاب المقيم ، فإن ذلك يذهب النوم عن الجفون ، و يحرك الهمم الساكنة و
العزائم الفاترة ، فتقبل على ربها إقبال المنيب الصادق ، و عندها يرق
القلب .

6- الإكثار من الذكر و الاستغفار :
فإن للقلب قسوة لا يذيبها
إلى ذكر الله تعالى ، فينبغي للعبد أن يداوي قسوة قلبه بذكر الله تعالى ،
و قد قال رجل للحسن : يا أبا سعيد أشكو إليك قسوة قلبي . قال : أذِبه
بالذكر . وهذا لأن القلب كلما اشتدت به الغفلة اشتدت به القسوة ، فإذا ذكر
الله تعالى ذابت تلك القسوة كما يذوب الرصاص في النار ن فما أذيبت قسوة
القلب بمثل ذكر الله تعالى . يقول ابن القيم رحمه الله : (( صدأ القلب
بأمرين : بالغفلة و الذنب ، و جلاؤه بشيئين بالاستغفار والذكر ...)).

7- زيارة الصالحين و صحبتهم و مخالطتهم و القرب منهم :
فهم يأخذون بيدك إن ضعفت ،
و يذكرونك إذا نسيت ، و يرشدونك إذا جهلت ، إن افتقرت أغنوك ، و إن دعوا
الله لم ينسوك ، و رؤيتهم تذكر بالله و تعين على الطاعة ، قال تعالى: {وَاصْبِرْ
نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ
يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن
ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا }
( الكهف : 28) و يقول جعفر بن سليمان : كنت إذا وجدت من قلبي قسوة غدوت فنظرت إلى وجه محمد بن واسع .

8- مجاهدة النفس و محاسبتها و معاتبتها :
فإن الإنسان إذا لم يجاهد
نفسه و يحاسبها و يعاتبها و ينظر في عيوبها ، و يتهمها بالتقصير لا يمكن
أن يدرك حقيقة مرضها ، و إذا لم يعرف حقيقة المرض فكيف يتمكن من العلاج ؟!
لهذا لا بد من تذكير النفس بضعفها و افتقارها إلى خالقها ، و إيقاظها من
غفلتها ، و تعريفها بنعم الله عليها ، و مراقبتها و محاسبتها على كل صغيرة
و كبيرة حتى يسهل عليه قيادها و التحكم فيها .

نسأل الله تعالى أن يرزقنا قلوباً خاشعة ، و ألسنة ذاكره ، و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم
للمزيد من مواضيعي


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فارس المغرب
عضو فعال
عضو فعال
فارس المغرب


مهنتي : لماذا تقسوا القلوب ؟ Collec10
ذكر
عدد المساهمات : 749
نقاط : 10904
العمر : 34

لماذا تقسوا القلوب ؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: لماذا تقسوا القلوب ؟   لماذا تقسوا القلوب ؟ Empty4/19/2011, 3:16 pm

مشكوور

على الموضوع

الاكثر من رائع

جزاك الله كل خير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
@عاشق الابداع@
عضوة مجتهدة
عضوة مجتهدة
@عاشق الابداع@


مهنتي : لماذا تقسوا القلوب ؟ Unknow10
ذكر
عدد المساهمات : 273
نقاط : 9992
العمر : 31

لماذا تقسوا القلوب ؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: لماذا تقسوا القلوب ؟   لماذا تقسوا القلوب ؟ Empty4/19/2011, 3:29 pm

مشكوور

على الموضوع

الاكثر من رائع

جزاك الله كل خير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.aljazeerasport.net/
 
لماذا تقسوا القلوب ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لماذا يصعب علينا قول الحقيقة
» لا تقرأ الفاتحة بسرعة ... انظر لماذا ؟
» لماذا حرم الله لبس الذهب للرجال
» لماذا تبكي النساء بسهوله؟
» لماذا نطوف حول الكعبة عكس عقارب الساعة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتديات الإسلامية على مذهب السنة و الجماعة :: المنتدى الاسلامي العام-
انتقل الى: